لماذا أسعار اللابتوبات أعلى بكثير من الحواسيب المكتبية، وأيهما أنسب لك؟
لماذا أسعار اللابتوبات أعلى بكثير من الحواسيب المكتبية، وأيهما أنسب لك؟ خلال العقد الماضي أصبحت الحواسيب جزءاً مهماً من حياة أي شخص، فمن النادر أن تجد أحداً لا يمتلك أحد تلك الأجهزة أو لا يستخدمها إن كان للعمل أو التعليم أو التسلية حتى، ولكن عند الرغبة بشراء جهاز جديد، دائماً ما يكون هناك جدل حول ما إذا كان شراء لابتوب يعدّ خياراً أفضل من الحاسوب المكتبي الذي يتمّ شراء قطعه بشكل منفصل وتركيبها بعد ذلك، حيث أنّ الخيار الثاني يتميّز بسعره المنخفض بشكل واضح بالإضافة للخيارات الكثيرة التي يقدّمها أيضاً.
بات من الواضح للغالبية العظمى من المستخدمين أنّ الحواسيب المحمولة تأتي بأسعار أعلى بكثير من نظيرتها المكتبية التي تقدّم نفس المواصفات، وهو ما يجعل الاختيار بينهما أكثر صعوبة بالنظر لكون البعض يفضّلون العمل أو استخدام الحاسوب خارج المنزل أو في أماكن مختلفة منه بعيداً عن مقبس الكهرباء، ولكن ما سبب هذا الفارق الكبير في الأسعار؟ وما هو الخيار الأنسب؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم.
العوامل التي تجعل اللابتوب أعلى ثمناً من الحواسيب المكتبية
سنركز في هذه المقارنة على اللابتوبات والحواسيب المكتبية التي
يتمّ تجميعها بشكل يدوي من قبل المستخدم نفسه أو من قبل البائع، كما سنتكلّم
عن الحواسيب المكتبيّة المسبقة الصنع (Pre-Built) التي تقوم شركات
معيّنة بتصميمها وتجميعها وبيعها بشكل مباشر للمستخدمين:
تصميم اللابتوبات صعب
تأتي الحواسيب المكتبية بقياسات كبيرة نسبياً بمعايير اليوم، وما زالت
تقريباً بنفس القياس منذ سنوات طويلة دون أي تغيير عليها، ولذلك
تمتلك شركات تصنيع قطع الحواسيب حريّة أكبر في التحكّم بحجم
منتجاتها وتصميمها بالشكل المناسب، ولكن بالنسبة للابتوبات فهي
تكون مصمّمة بأصغر حجم ممكن منذ بداياتها، وما زالت آخذة بالتقلّص
حتى اليوم بالمقارنة مع الإصدارات القديمة التي كانت موجودة في السنوات الماضية.
يعتبر هذا الفرق لوحده كافياً لتبرير أسعار اللابتوبات في الواقع، حيث
أنّ الحجم الصغير يفرض على الشركات تصميم لوحات رئيسيّة معقّدة تضمّ الكثير
من العناصر الإلكترونية من الجهتين -على عكس لوحات الحواسيب المكتبية
التي تكون جميع عناصرها ضمن جهة واحدة فقط، كما أنّ مشكلة تبريد المكوّنات
الداخلية وتقديم نظام تبريد فعّال تعتبر من أبرز التحدّيات التي ما زالت
تواجه الشركات منذ سنوات وحتى اليوم، وذلك بسبب عدم القدرة على
تضمين مراوح كبيرة أو تبريد سائل كما هو الحال مع الحواسيب المكتبية.
قد تكون هذه المشكلة سهلة الحلّ بالنسبة للابتوبات ذات الأداء
المتوسّط والمنخفض بسبب سهولة تصميمها وتضمين المكوّنات الضرورية،
ولكن بالنسبة للأجهزة المخصّصة لأعمال التصميم ولعب الألعاب،
فإنّ الشركات تكون مضطرة للاستفادة من أي مساحة صغيرة ضمن
الجهاز لكيلا تضطر لجعله أكثر سماكة أو أثقل وزناً مع التركيز
على تقديم أداء عالي ومستمرّ لتلبية حاجات المستخدمين.
اللابتوب يحوي مكونات أكثر من المكتبي
للوهلة الأولى قد يبدو اللابتوب والحاسوب المكتبي متشابهان بشكل كبير
من ناحية المكوّنات الخاصة بهما، ولكن في الواقع فإنّ الغالبية العظمى
من اللابتوبات تأتي مع مكوّنات وقطع إضافيّة لا تكون موجودة عادةً ضمن الحواسيب المكتبية في الحالة الطبيعية، وذلك يشمل كاميرا الويب والميكروفون ومنفذ بطاقات الذاكرة وشرائح البلوتوث والـ Wi-Fi أيضاً، كما تأتي بعض اللابتوبات أحياناً مع مودم داخلي يدعم شبكات الاتصال الخلوية من خلال بطاقة SIM أيضاً، في حين أنّ معظم الحواسيب المكتبية لا تقدّم أياً من تلك الخصائص في الحالة الافتراضية.
جانب آخر مهم هو ملحقات الجهاز، فدائماً ما يقوم المستخدمون باحتساب سعر الحاسوب المكتبي بدون تضمين لوحة المفاتيح والماوس والشاشة أيضاً، في حين أنّ أي لابتوب مهما كان نوعه سيأتي مع لوحة مفاتيح ولوحة لمسية وشاشة بالإضافة للبطارية الداخلية بالطبع، وهو ما يعتبر تكاليفاً إضافية يتمّ احتسابها ضمن سعر اللابتوب النهائي بشكل يجعله أعلى من المتوقع.
بعض اللابتوبات تقدّم ميزات إضافية وفريدة
تقوم الكثير من شركات تصنيع اللابتوبات بإضافة ميزات وخصائص إضافية لأجهزتها من أجل تمييزها عن المنافسين وتحسين تجربة المستخدم، وذلك يشمل إضافات مثل الشريط اللمسي (Touch Bar) الخاص بحواسيب MacBook وخاصية فتح القفل عن طريق البصمة أو التعرف على الوجه مع Windows Hello أيضاً.
تأتي الكثير من اللابتوبات الحديثة أيضاً مع لوحة مفاتيح مضيئة أو شاشة تدعم اللمس أو اللمس والتدوير بزاوية 360 درجة، وذلك فضلاً عن أضواء RGB ومعدّل التحديث العالي ضمن الشاشة في لابتوبات الألعاب أيضاً، وغالباً ما تأتي تلك الأجهزة بأسعار مرتفعة جداً حتى عند المقارنة مع باقي اللابتوبات.
قد تعتمد الشركات رفع أسعار أجهزتها
يتضمّن سوق اللابتوبات بعض الأسماء الكبيرة في مجال صناعة الأجهزة الإلكترونية مثل ASUS وLenovo وHP وApple أيضاً، والتي تسيطر على نسبة كبيرة من مبيعات اللابتوبات حول العالم، وبسبب ذلك فهي تمتلك حريّة في رفع أسعار منتجاتها فقط لكونها تحمل علامتها التجارية أو ميزاتها الحصرية مثلاً، وهو أمر يعتبر متواجداً بشكل قليل في الحواسيب المكتبية.
يمتلك المستخدم حرية كاملة لشراء المكوّنات التي يريدها لبناء حاسوبه المكتبي، حيث أنّ هنالك الكثير من الخيارات المتاحة وبأسعار منافسة أيضاً، ولكنّ اللابتوبات تأتي مكوّناتها مدمجة بالكامل تقريباً ولا يمكن للمستخدم بناء لابتوب من الصفر كما هو الحال مع الحواسيب المكتبية.
تقوم شركات مثل آبل بجعل الذاكرة العشوائية والتخزين الداخلي مدمجين ضمن اللوحة الرئيسية للابتوب أيضاً، وبذلك يكون المستخدم مضطراً لدفع مبالغ أكبر للحصول على ذاكرة بسعة أعلى من الشركة لأنّ ذلك هو خياره الوحيد ببساطة.
نظام التشغيل يأتي مثبت بشكل مسبق على اللابتوب
عند تجميع مكوّنات حاسوب مكتبي وبنائه من الصفر، سيكون المستخدم مضطراً لشراء نسخة نظام التشغيل بشكل منفصل، ولكنّ نسبة كبيرة من اللابتوبات تأتي مع نظام تشغيل Windows بشكل مسبق، وبذلك فإنّ تكلفة الحصول على تراخيص استخدام النظام غالباً ما تكون مضافة لسعر اللابتوب نفسه، وعلى الرغم من كونها لا تعتبر بالمرتفعة نسبياً، فهي تبقى أمراً إضافيّاً يحصل عليه المستخدم بشكل تلقائي عند شراء لابتوب جديد.
خدمات الضمان والدعم
عند شراء حاسوب مكتبي عن طريق تجميع قطعه بشكل منفصل، قد تقدّم بعض الشركات المصنعة لتلك القطع كفالة لمنتجاتها في بعض الأحيان، ولكن في النهاية فإنّ الحاسوب الذي سيقوم المستخدم بتجميعه لن يكون مشمولاً ضمن كفالة واحدة تضمن عمله بشكل طبيعي دون مشاكل، ولكن بالنسبة للابتوبات فإنّ الشركات تكون مجبرة في معظم الأحيان على ضمان عمل أجهزتها بالكامل وبشكل طبيعي أيضاً، وذلك فضلاً عن خدمات دعم العملاء التي ستقدّمها للمستخدمين لحل المشاكل التي قد تصادفهم أيضاً.
هنالك استثناء واحد لهذه القاعدة في الواقع، وهو الحواسيب المكتبية المسبقة الصنع (Pre-Built) التي تقوم شركات معينة مثل HP وDell وOrigin بتجميعها وبيعها بشكل كامل للمستخدمين، حيث أنّ تلك الشركات تكون مسؤولة عن عمل أجهزتها وخلوّها من المشاكل مع تواجد خيار التواصل مع فريق الدعم أيضاً.
ما هو الخيار الأنسب لك؟ لابتوب أم حاسوب مكتبي؟
في الواقع يعتبر هذا السؤال من أكثر المواضيع جدلاً في الوسط التقني، والسبب وراء ذلك هو أنّ آراء الكثيرين من محبّي التقنية والخبراء دائماً ما تكون منحازة نحو الجهاز الذي يقدّم أفضل قيمة مقابل سعره، والأجهزة الوحيدة التي تتفوّق في هذا الجانب هي الحواسيب المكتبية التي يتمّ تجميعها بشكل منفصل بالطبع، حيث أنّ أسعارها تكون أقلّ بشكل واضح من اللابتوبات، وبنفس الوقت تستطيع تقديم أداء أفضل بكثير منها أيضاً.
المشكلة هنا أنّ البعض يرغب باقتناء حاسوب شخصي يستطيع حمله معه أينما ذهب كالجامعة والعمل والمنزل، وبذلك تصبح اللابتوبات هي الخيار الوحيد المتاح، ولكنّ الكثير من المستخدمين يلجأون أحياناً لشراء لابتوب بسبب عدم تواجد خبرة كافية لتجميع حاسوب مكتبي واختيار مكوناته المناسبة، وفي حال كانت هذه مشكلتك، فإنّ الحل ببساطة يكون عبر شراء أحد الحواسيب المكتبية مسبقة الصنع، فقد أصبح هنالك الكثير من الخيارات المتاحة منها اليوم.
بالطبع فإنّ الحواسيب المكتبية مسبقة الصنع تأتي بأسعار أعلى قليلاً من مثيلاتها المكتبية التي تقوم بتركيبها، ولكنّها بالمقابل توفّر على المستخدم عناء البحث واختيار المكونات المناسبة بالإضافة للتوافقية والكفالة وخدمة فريق الدعم التي سيحصل عليها، وفي حال كنت تريد جهاز لتشغيل الألعاب بشكل رئيسي، قد تكون الإصدارات الجديدة من مشغلات Xbox وPlayStation خياراً أنسب هنا، حيث أنّ مبلغ $1000 على سبيل المثال يتيح لك شراء أحد تلك المشغلات بالإضافة للابتوب من الفئة المتوسطة أيضاً.